وقفة مع كتاب ماجريات لابراهيم السكران:
بعد قراءة (رقائق القرآن) و(مآلات الخطاب المدني) مرتين،
ها أنذا أتحمس لقراءة المزيد لهذا الكاتب الفذ.
رحلتي هذه المرة كانت مع كتاب (ماجريات)، ويقصد الكاتب بالماجريات ، الاستغراق في المتابعة اليومية والحثيثة والمهاترات السياسية والنقاشات الفيسبوكية حول أهم المستجدات العربية.
قبل الدخول في تلخيص الكتاب أود لفت انتباهكم أن الكاتب ابراهيم السكران سلفي حتى النخاع، طيب وماذا بعد؟!
ربما سيكتفي بعضكم بهذا القدر، ولن يقرأ المزيد، كوننا تعودنا على الخطاب السلفي الذي يقصي جميع التيارات، والذي شوه السلفية وأضر بها أكثر من أعداءها...لكن مهلا!!
الكاتب في كل كتبه لا يقصي أشخاصا، ولا يقصي تيارات،
وهو إلى ذلك يستشهد بكلام الغزالي والقرضاوي وسيد قطب ومالك بن نبي والمسيري وغيرهم كثير من أعلام الفكر والدين.
تناول الكاتب ظاهرة استغراقنا اليومي مع وسائل التواصل الإجتماعي لدرجة جعلت منا ببغاوات تردد ما تسمع أو تكتفي بالتفرج بغية التعلم من الآخرين، أما الفئة الثالثة فهي لا تتوقف عن التعصب والدخول في نقاشات لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويوافق هذه النظرة ما قاله طوني صبغيني منذ سنوات حين نشر كتابه (العيش كصورة) والذي قال فيه:
"اليوم لم يعد من الضروري أن نقرأ وأن نكوّن آراء حقيقية تجاه القضايا المهمة وأن ننشط على أرض الواقع، لكي نوصف بأننا "ناشطون"، يكفى أن ننقر بضعة أزرار على الفايسبوك، لكي نبدو كأن كل هاجسنا في الحياة، هو إنقاذ العالم. على الفايسبوك، الجميع ناشط لكن قلة قليلة هي من تحارب فعليا على أرض الواقع"
وهذا الاستغراق يقول الكاتب ابراهيم السكران، ضيع على الشباب لحظات التحصيل العلمي، وفوت عليه أهم وأثمن فترة له ألا وهي فترة الشباب.
تكلم الكاتب عن الحركات الاسلامية، وبين أنها انحرفت قليلا عن المسار الحقيقي ألا وهو التصفية والتربية.
وذكر أمثلة مؤيدة لموقفه لا حصر لها، استشهد مثلا بموقف الشيخ البشير الابراهيمي الذي قسم السياسة إلى لباب وقشور.
كما استشهد بموقف مالك بن نبي الذي سمى الانشغال بالمطالبة بالحقوق، دروشة سياسية.
وذكر الكاتب أمثلة أخرى لا حصر لها عن الندوي وفريد الأنصاري وعبد الوهاب المسيري، وكلهم كانت لهم نظرة متشابهة.
والخلاصة من الأمر أن الكاتب يريد منا ومن الحركات الاسلامية تصحيح المسار فقد أهمل الجميع أهم وأقوى عنصر في عملية التغيير ألا وهي بناء تدين المجتمع.
يؤلمك الحال، تريد التغيير، إقرأ أكثر، وتعلم أكثر، وتدبر أكثر
لا تضيع على نفسك فترة الشباب، استغلها في التحصيل الشرعي والعلمي والمعرفي.
لن أقول المزيد...أترككم مع الكتاب.
((كتاب سيفوتك الكثير من فقه الواقع المعاصر إن لم تقرأه)).
#شمس_الهمة