لا تستسلموا لليأس.
التفاؤلُ والأمَل عَطِيتان من الله جل وعلا، تدفعان العبد المهموم ــ بتوفيق من الله تعالى ــ إلى التحدي وركوب الأمواج العاتية ، بإرادة وهِمَّة وإصرار، نحو شاطئ الفرج والخلاص . وتبقى الاستقامة والتوكل على الله وحسن الظن به، ثم الأخذ بالأسباب المشروعة، هي الدوافع القوية، نحو انتزاع النجاح، في امتحان الدنيا، والفوز والنجاة في الآخرة .. قال الله جل شأنه: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " ــ سورة الزمر (53).
أيها المهموم ! اعلم أنك لست الوحيد الذي يواجه البلاء، فما سَلِمَ منه أحد ، وما نجا من الشِّدَةِ والهَمِّ بَشَر. وتَيقن أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، فاصبر واحتسب ، واطرد الاحباط والتشاؤم والتردد والتواكل والخوف والكسل من حياتك.
أيها المحزون ! اجعَلْ من القرآن الكريم ، دواءَكَ، وتسلَّحْ به أمامَ أعدائِكَ، وفي مصيبتك ، ردِّدْه مِراراً ودندِنْ به في لهفة وتضرع .. فمِنْ شأْنه أن يربطَ على جأْشِكَ ، وينيرَ لك دربك ويذيبَ أحزانكَ ، ويضمد جِرَاحَكَ ويطبطبَ على فؤادِكَ المثخن بالجراح .. ألا بذكر الله تَطمئن القُلوب!
وقد قبل: " أفْضَل مشروع في هندسة الحياة، أن نَبني جِسْراً من الأمَل على نَهر من اليَأس"
أحبتي الكرام ، تقربوا إلى الله في بَلْواكم، واشكروه على ما أعطاكم، وازرعوا الأمل في نفوسكم ، واصنعوا السعادة بصبركم ، وكونوا متفائلين ترون مستقبلكم أفضل من حاضركم.